غداً لناظره قريب

كم أشتاق لذاك الجسر الذى كنا عليه نسير .. كم تهفو نفسى لنسائمه .. كنا نسير عليه سوياً نهمس نصرخ بصوت عالى كم دوت عليه كلمة أحبك منه إلىّ ..

تمنيت لو أن يطلقوا عليه إسم جسر العشاق هو ..فكم من ضحكات ضحكناها سوياً وكم من همسات همسنا بها لقلبينا عليه ..

قد كنا نخاف أعين الحاقدين أن تصيبنا بسوء ..كنت لا أدرى قلبى ينتمى إلىّ هو أم ينتمى إليه وكم من ليلةً بت فيها أفكر من منا يهوى الآخر اكثر ..

أنا .. آهٍ أعترف أنا أحبه حتى الثماله .. أعشقه حد الجنون ..وهو آهٍ أدرك هواه .. ألتمس عشقه فى صدى أنفاسه وهى تتحسسنى كل ليله ..

أعلم تمام العلم أن حبى عنده فاق الحدود .. عدنا صغيرين .. صرنا أطفالاً لا ندرى من دنيانا شئ ٍ غير هوانا ..

هل أخبرتكم أنا أنى أحببته حد الجنون .. نعم جنت به نفسى ..وجنونى أصابه بالأختناق دون أن أدرى ..

قالها مراراً أهدئى فجنونك سيؤدى بنا إلى طريقٍ آخر .. لم أدرك لحظتها إلى أين كان يشير .. كان يشير بأصبعه نحو طريق النهايه ..

لم أستوعب يومها إنه أختنق من جراء حبى المجنون .. لم أدرك إنه كان يجب أن أترك له فرصة إستنشاق هواءاً آخر غير أنفاسى الملوثه بهوس الأشتياق ..

للأسف لم أدرك ولم أستوعب إلا وهو يرفضنى ..نعم يرفض حبى المجنون .. يرفض عشقى الثائر ..

فى البدايه لم أفهم .. لم أنتبه إلى أنه أتى بى لبداية الطريق التى سبق وأن أشار لى بها وأنا والحق يقال من أوصلته إليها

بت أول ليله أفكر وأقولها لن يتوه منه حبى إلى هذا الحد هو فقط يؤنبنى .. يوماً وآخر وسأجده يطرق بابى من جديد أعلم إنه لن يتركنى ..

فأنا أدرك مقدار حبى لديه .. حادثته لم يجيب .. ربما مازال يؤنبنى هو ..

حادثته مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى .. لقد رحل عن حياتى هو.. رحل دون أن يرد لى قلبى .. تركنى دون وداع ..

وأحتفظ بقلبى لديه .. أنا أيضاً لن أرد له قلبه فهو ملكى إلى أن يعيدنى أشيائى التى لديه ..

ومرت ليلةً أخرى وأنا أنتظر .. أنتظر القادم من السراب .. والسراب لا يأتينا بشئ .. السراب ..سراب ..

وكم من ليلةً مرت بعدها وليالى طويله تجرجر أذيالها ..وأنا أنتظر المجهول ..

أبكى يوماً وأعاتب نفسى يوماً على جنونها ..وأسخر من روحى التى تهيم فوق كلماته تبحث هى عن كلمه تشعرها إنها المعنيةً بها..

للأسف كلماته ليست لى .. فأنا لم أفعل الصواب لقد أخطأت يوم عشقت العشق المجنون ..ماكان يحق أبداً أن أترك العنان لقلبى يهواه هكذا...

كان يجب علىّ التروى .. التأنى ..الهدوء ..

نعم كان يجب أن أحب على طريقته هو ..أتركه يتنفس غيرى وغيرى .. أدعه يشم رحيق الزهرات ولا أغار .. بل أنحنى له فخراً بعشقه للأخريات ..

وأقف أنا من البعيد متفرجه مبتسمه وأمنع تأوهات قلبى من الأنين فلا يحق لها الصراخ ..

نعم ماكان يجب أن أعشقه إلى هذا الحد ..ما كان يجب أن أترك الهوس يصيب عقلى وقلبى ونفسى حتى يدمرنا ..

ليته يعود وسأحبه كما يريد هو ليته يأتينى يعانقنى ولن أدع أنفاسى تتحسسه ..

ليته يعود فقط لأخبره أنى كففت عن حبه الحب المجنون ..فقط لأخبره ..

أخبره أنى أحبه ♥♥♥ أحبه ولن أتركه لغيرى تنعم به فمن توهمه إنها تحبه بعقل ورويه لا تحبه هى إنما توهمه بحبها ..

فأنا وحدى فقط التى تعشقه .. ولكن .. عشقى هذا مرفوضاً منه ..فهو لا يتقبله ..

لنا الله ياقلبى لعله يؤتينا به فى الصباح ..نسعد به حين نراه يدق الأبواب يحاول فتحها ..

ربما غداً نجد منه رساله على باب منزلنا يخبرنا فيها بأنه سيعود بعد الغياب وإنه لم يقوى على الفراق ..

نعم غداً ستأتينا البشرى ياقلبى فالننتظر فإن غداً لناظره قريب ...