يتركنى غاضباً.. أتركه مرغمه ..فأنا من أغضبه كيف يكن لى الحق فى أن أٌبقيه ..
أبقيه لأغضبه .. وهو لن يتحملنى أكثر من ذلك فلديه ما يكفيه من هموم تثقل كاهله ..
لديه آخرين فى حياته .. لديه حياته ذاتها .. والتى تطفلت أنا عليها ..
لديه أيامه التى تسللت إليها دون ان يلحظ .. أمتزجت بها دون أن يدرى ..
فلم يدركنى إلا وأنا بداخله لا أمنحه الفرصه ليقاومنى ..
لم أمنحه الوقت ليستوعبنى بداخله ...
لقد أقتحمته دون إستئذان ...
ولم يكن أمامه سوى الأستسلام لى ولقلبى ..
لم يتمكن إلا من مصافحة قلبى والترحيب به فقد طالت بينهم الغيبة طويلاً ..
وطار فرحاً بقلبى وحبى ..
ظن هو أ ن السعاده أخيراً دقت أبواب قلبه الأربعه ..
آهاً لم يدرك أن بعض الظن أثم ..
أفسح لى مكاناً بجوارروحه وأسكننى قلبه وأهدانى نفسه ظناً منى أنى أمنحها الهدوء والأطمئنان والسكينه ..
لم ينتبه أن عيناى يملؤها الدمع .. لم يلحظ تلك السكين المطعون بها قلبى من أثر السنين ..
كلاً منا أحتاج الحب من الآخر .. كلاً منا كان يأمل الفرح من الآخر ..
قد كنا نحسن الظن بأنفسنا ولم نحسن الظن بأيامنا التى نحن عليها ..
فأيامنا تدمينا وتعاود الجرح وتدمينا ..
لم أمنحه الوقت ليستوعبنى فلم يستوعبنى ..
وها هو قلبى عاد ليختبئ بداخلى .. عاد ليبكى دون أن يلحظه هو ..
عاد ليس لأنه لم يجد مكاناً لديه ..بل كل ما كان هناك كان له ...
ولكن قلبى يرأف بحال قلبه لا يريد أن يوجعه أكثر من ذلك فقد أوجعه كثيراً
أوجعه للدرجه التى أخافته و أغضبته ..
نعم قلبى المخطئ فأحزانه وهمومه لم تترك له مجالاً للفرح ..
لذلك عاد قلبى عاد ولم يلحظ هو ..
ربما لم يلحظ لأنه مازال منى غاضباً .. وربما لم يلحظ لأن قلبى كما عانقه متسللاً
خرج متسللاً..
ولازلت أنتظر أأمل أحلم .. لازلت أتمنى أن يلحظ أن يدرك أن قلبى عاد ليختبئ بعيداً..
لازلت أرجو منه كلمه ..
لست أنتظر أنا الكلمه بل أنتظر عودته لبيتى ولقلبى ..
أنتظر منه أن يمنحنى حرفاً واحداً أدرك منه أنه سامحنى على حزنى الدائم بداخلى ..
ولكن هو حلم بعيد ياقلبى فالتظل مختبئاً فأبداً لن تنعم بالراحه والهناء .
فأنت ياقلبى ممن كتب عليهم الشقاء ..
أنت ياقلبى ممن لن ينعموا بالراحه إلا عند الوفاة .
فأبتعد وأختبئ بعيداً كفاك ماكان منك من ألم لمن أحبوك فبدلاً من أن تمنحهم الراحه
والهناء منحتهم ياقلبى التعاسه والشقاء ...
فالتبقى بعيداً فأنت لا تستحق أن تحيا بين البشر .. أنت لا تستحق غير الفناء ..
فمرحباً بعودتك فأنت لا تستحق ما منحتك من فرصه للحياه ..
فلا تحاول عابثاً البحث عن السعاده فأنت لا تستحقها وهى ليست لك ..
فالتختبئ بعيداً إلى يوم الممات ....