إضحك تتضحك لك الدنيا
أول علاج للاكتئاب في العالم
سؤال هاجس: لماذا يضحك الإنسان إذا دغدغه أحد بأصابعه في بطنه بينما لا يضحك إذا قام
هو بعملية الدغدغة بنفسه ولنفسه؟
سؤال حيّر البشرية من قديم
.
قام العلماء بتكوين ثلاث مجموعات
,
المجموعة الأولى قام فيها كل شخص بدغدغة زميله فضحك الجميع
,,
وفي المجموعة الثانية قام كل شخص فيها بدغدغة نفسه فلم يضحك أحد
,
وفي المجموعة الثالثة تولى جهاز آلي دغدغة المجموعة فضحك من المجموعة الثالثة النصف
فقط
أما النصف الآخر فلم يضحك
.
ويقول قانون التطور إن (البقاء للأصلح
),
لكن من هو الأصلح؟
لقد انقرض الديناصور وبقيت الذبابة فهل الذبابة أقوى وأصلح من الديناصور؟ أم أن
الديناصور أقل مرحًا بينما الذبابة تظل تمرح طوال يومها؟
أثبتت البحوث الحديثة في مجال المخ والأعصاب أن قدرة الإنسان على الفكاهة والمرح
والسخرية المهذبة هي التي تجعله الأرقى بين بني جنسه
,
فالبقاء ليس للأصلح, ولكن البقاء للأضحك أي الأكثر ضحكا وهو
الأصلح.
دراسات حديثة عن نشاط المخ بينما الإنسان يضحك: هناك دليل على أن الفصوص الأمامية
مسئولة عن النكتة والفكاهة بينما تشارك مناطق المخ والتحكم الحركي في تنفيذ الاستجابة
الطبيعية للضحك, مثل القهقهة والاستلقاء على القفا من الضحك, وضرب كف بكف, وفتح الفم وتوسيع الأشداق
.
في عام 1999 تم عمل دراسة تحليلية لمرضى بتلف في الفصوص الأمامية اليمنى حيث
تتجمع معطيات الانفعال والمنطق والإدراك الحسي, وجد أن هؤلاء المرضى لا يستطيعون
اختيار موضوعات الفكاهة ويجدون صعوبة في التحكم في مسارها وعادة ما يختارون
الفكاهات الأكثر سخافة ومنافاة للعقل والأسلوب الكوميدي الرخيص, وتأتي الدعابة عادة
خشنة رخيصة متدنية
.
صنع النكتة والضحك عليها يعتمد على وظائف المخ العليا
.
الضحك والذكاء: الاستمتاع بالفكاهة والنكات التي تحتوي على رمز ولها مستويات عدة للفهم
هو طبيعة للأذكياء,
وكلما ازداد مُعامل الذكاء, استمتع الإنسان بالنكتة, بل إننا لا نضحك على النكتة بقدر ما
نضحك إعجابًا بذكائنا على أننا فهمناها
.
يقول الفيلسوف هنري برجسون إن الإنسان لا يستطيع أن يضحك إلا في وجود غيره من
الناس
,
بل إنه لا يستسيغ أصلاً الضحك حين يستبد به الشعور بالوحدة, إذ يبدو أن الضحك يحتاج
دائما إلى أن يكون له صدى وأن يجد له تجاوبا مع الآخرين
),
فضحكنا دائما هو ضحك جماعة وليس ضحك أفراد, من حيث هم أفراد والضحك مع الجماعة
يتخذ معنى أعمق من المعنى الفردي فهو يزيد الحدود ويقوي الروابط ويجعل الإنسان ينظر
للحياة بمودة وللجنس البشري بمحبة
.
هل هناك علاقة بين إلقاء نكتة من إنسان والضحك عليها من قبل
آخرين؟
هل هناك علاقة بين الفكاهة والضحك, وهل الفكاهة هي سبب
الضحك؟
لاحظ بعض الباحثين أن من يلقون النكات على المستمعين يضحكون أكثر منهم ربما لكي
يجعلوهم يضحكون بالعدوى, فالضحك بلا شك عدوى كما أن بعض الباحثين في علم النفس
أقروا أن الفعل يسبق الانفعال فالإنسان يضحك على النكتة بمجرد إلقائها لأنه مهيأ لذلك قبل
أن يستوعبها
,
كما أننا نضحك على النكات السخيفة والنكات القديمة التي سمعناها كثيرًا من قبل, والضحك قد
يكون بسبب آخر غير النكتة التي ألقيت قبل الضحك مباشرة
,
فلربما كانت النكتة بمنزلة العامل الحفاز. أما السبب الحقيقي للضحك فهو التفاعل الاجتماعي
,
بدليل (الإنسان لا يضحك وحيدًا وإلا اتهم بالجنون) وعندما تكون وحيدًا قد تتحدث بصوت
مرتفع لكنك لا تضحك بصوت مرتفع
والنسبة بين ضحك الإنسان مع آخرين وضحكه وحيدًا هي 30 : 1.
والضحك ليس دليلا على السرور,
بل إن الضحك هو الذي يولد السرور والسعادة
,
فأنت إذا كنت حزينا وضحكت فسوف يتحول الحزن إلى سرور, لأن الفعل يسبق الانفعال
ويصنعه, والضحك عمل الإرادة وفي وسع المرء أن يقرر أن يضحك
.
يقول جيمز لانج (لا نضحك لأننا مسرورون بل نحن مسرورون لأننا نضحك
)
ويقول مكدوجل (إذا كنا نشعر بالسرور حينما نضحك فإننا نشعر بالسرور لأننا نضحك
),
أما روبرت بروفين وهو عالم متخصص في دراسات الضحك فوجد أن 80% من الضحكات
التي يطلقها الناس خلال حديثهم العادي ليس لها علاقة بالفكاهة, أما الـ20% الباقية فهي
ترتبط بالفكاهة,
وقد فسر مكدوجل الضحك كغريزة من الغرائز الأساسية للإنسان لكن
هذه الغريزة ترتبط بمشاعر الضيق والألم أكثر من ارتباطها بمشاعر
البهجة والفرح